الاثنين، 4 أكتوبر 2010

الكأس المقدسة حقيقة أم أسطورة

الكأس المقدسة Holy Grail
كثيرون منا قرؤوا رواية شفرة دافنشى لدان براون أو شاهدوا الفيلم لنفس الرواية لبطله توم هانكس الذى تحدث عن الكأس المقدس والنسل الملكى للسيد المسيح وقصة زواجه من مريم المجدلية والترويج لعبادة الأنثى الإلهه وغيرها من الأكاذيب التى تضمنتها هذه الرواية وحاولت ربطها بأحداث تاريخية وتأويلات وتفسيرات للتاريخ لإضفاء الحقيقة لهذه الآراء الغريبة ، لذلك هنا سأتحدث فقط عن الكأس المقدسة هل هى أسطورة ام حقيقة وسأعرض وجهتى النظر المختلفة بشأن الكأس المقدس . هى الكأس التى استخدمها يوسف الرامي ليجمع فيها دم المسيح التي تساقط من جسده على الصليب. هذه الكأس كانت لها قوة إعجازية كبيرة، ثم حملها يوسف الرامي وذهب بها إلى بريطانيا، وهناك أسس سلالة من الحراس لحمايتها. وكان العثور على هذه الكأس هو هدف فرسان الدائرة المستديرة التي كونها الملك آرثر الذي حكم بريطانيا في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية السادس، والذي دارت حوله الأساطير الكثيرة.( حسب تعريف موقع ويكيبيديا ) الكأس المقدسة كانت طبقًا أو لوحًا أو كوبًا استخدمها يسوع فى العشاء لأخير يقال أن الكأس ذات قدرة إعجازية. العلاقة بين أسطورة الكأس المقدسةويوسف الرامي جاءت عن طريق رواية روبرت دي بورون ( يوسف الرامي Joseph d'Arimathie)في أواخر القرن الثاني عشرالتي حصل فيها يوسف على الكأس عند ظهورٍ ليسوع، وأرسله إلى أتباعه في بريطانيا العظمى وعلى هذا الأسلوب، تكمل الرواية أن يوسف جمع دم المسيح به، وأبقاه تحت خط حراسة في بريطانيا. الأسطورة تجمع بين الميثولوجيا المسيحيةوالميثولوجيا الكلتية بالإضافة إلى وجود قوى خاصة فيهااقترح بعض المؤرخين أن هذه الأسطورة قد تطورت من أساطير الكأس المقدسة المرجل أوالتي هي موجودة في التقليد الكلتى أو السلتيك.
وفي فرنسا دونت الأسطورة في شكل قصيدة غير كاملة ودخلت الأدب الأوربي لأول مرة عن طريق الكاتــب الفرنســي (Chrétien de Troyes (1180 – 1219،أدعى أنه أخذهـــا من كتـــاب حقيـــقي أعطــــاه له رئيســـه الكونـــت فيليــب دى فلانـــدرز Philip of Flanders. ثم ترجمت إلى بقية اللغات الأوربية التي أضافت إليها عناصر جديدة. ثم تم ربطها بأسطورة أخرى، هي أسطورة الكأس التي استخدمها الرب يسوع المسيح في العشاء الأخير (Holy Chalice)، وقالت أن يوسف الرامي استخدم كأس العشاء الرباني في جمع دم المسيح من على الصليب، ثم أُلقي يوسف في السجن، وهناك زاره المسيح وكشف له أسرار هذه الكأس المقدسة، وبعد أن خرج من السجن أخذ أنسباءه وأتباعه الآخرين وسافر إلى الغرب، وهناك أسس سلالة حراس الكأس المقدسة. وفي القرن التاسع عشر انتشرت هذه الأسطورة بصورة كبيرة وكتب عنها الكثيرون من الكتاب، وفي القرن العشرين تم تصويرها في كثير من الأفلام الروائية. وأخيرا صدرت في كتاب روائي باسم: " الدم المقدس، الكأس المقدسة " سنة 1982م. وفي هذا الكتاب قدم مؤلفوه الثلاثة الأسطورة بأسلوب تقديم الحدث التاريخي في صورة رموز وألغاز وأسرار، وحولوا دم المسيح إلى نسل للمسيح والكأس إلى رحم مريم المجدلية، الذي حمل نسل المسيح، دم المسيح. وزعموا أنه من المحتمل أن يكون المسيح قد ذهب بعد الصلب مع مريم المجدلية وأطفالهما، التي تخيلوا أنه يمكن أن يكون قد تزوجها، إلى ما يعرف الآن بجنوب فرنسا، وأسسوا هناك سلالة ملكية، هي الميروفينجيان Merovingian's، الذين حكموا المنطقة التي تعرف الآن بفرنسا وألمانيا من القرن الخامس الميلادي إلى القرن الثامن، وكان يشار إليهم أحيانا بالملوك ذوي الشعر الطويل.وزعم الكتاب أنهم توصلوا من خلال بحثهم في أسطورة الكأس المقدسة في قصر رينيه بجنوب فرنسا، إلى وجود جمعية سرية تدعى " أخوية سيون " ترجع إلى زمن الحروب الصليبية، وزعموا أنها بدأت مع تكوين فرسان الهيكل، لحماية هذا النسل الملكي الذي قد ينتمي إلى المسيح والمجدلية، أو على الأقل ينتمي لداود الملك والنبي ورئيس الكهنة هارون. كما ادعوا أن الكنيسة الكاثوليكية حاولت قتل كل بقايا هذه السلالة وحراسها، وكذلك حراس الهيكل (هيكل سليمان)، لكي تستمر في سيطرتها من خلال تتابع التسليم الرسولي عن بطرس الرسول وليس مريم المجدلية، التي زعموا أن المسيح أراد أن يضعها على رأس الكنيسة بدلاً من بطرس الرسول!!
المغامرات الآرثرية
البحث عن الكأس المقدسة كان أهم مغامرات فرسان الملك آرثر وكان هناك مقعد مخصص لمن يعثر على الكأس يدعى سيج بيريلوس Siege Perilous أو المقعد الخطير وهذا كان من أمارات نهاية مملكة آرثر حيث ما إن يتم حجز هذا المقعد حتى تكتمل الدائرة، وكثرت القصص عنها حتى أن بعضها قد يتناقض مع الآخر، من القصص أن غاواين فشل بشكل مخزي بينما لانسلوت فشل بسبب علاقته المحرمة مع جوينيفير زوجة آرثر.

أغلب القصص تقول أن برسيفال هو بطل الكأس وأنه تربى في الغابات مع أمه وأبوه كان قد مات بعد ولادته بفترة قصيرة ، وعندما كبر ذهب على بلاط الملك آرثر وتعلم ميثاق الفروسية والسلوك الحسن، وبعد عدة مغامرات يعثر على قلعة الكأس ويساعد حارس الكأس الذي كان عمه أو جده ويصبح حارسا في مكانه.

في سلسلة القصائد اللاتينية Vulgate cycle والتي تبعها توماس مال وري في كتاب موت الملك آرثر كان البطل جالاهاد وهو شخصية خيالية وكان الابن غير الشرعي للان سلوت وحفيد بيلياس سيد قلعة الكأس في كوربنبك حيث كان من أفضل الفرسان ومثالا للطهارة والإخلاص، وكان مثل برسيفال حفيد حارس الكاس تربى في دير للراهبات وذهب لكي يعثر على الكأس ورافقه برسيفال وبورس قريب لانسلوت على كوربنيك، وعندما يرون الكأس بكل عظمتها ويقررون حملها إلى القدس حيث حمل جالا هاد إلى السماء مع الكاس ومات برسيفال ووحده بورس عاد إلى كاميلوت.

الكتابات عن الكأس المقدسة

- حكاية الكأس Le Conte De Grail بين أعوام 1170 – 90 وهو أول عمل بقي للآن عن الكأس المقدسة، ولم يكتمل بسبب موت كاتبه كريتيان دو تروا وظهرت أربع تتمات لاحقا.

- جوزيف دارماثي (حوالي 1200) من تأليف روبير دو بورون وهو اول عمل بقي عن تاريخ الكأس.

- بارزيفال لفولفرام فون إشنباخ (حوالي 1210) وكتب بالألمانية وهنا برسيفال هو بطل الكأس.

-  ديدو برسيفال (حوالي 1210) لكاتب غير معروف، وفيها برسيفال أيضا بطل الكأس.

- الكتاب الكبير عن الكأس (حوالي 1210) لكاتب غير معروف.

- سلسلة القصائد اللاتينية (حوالي 1215) ويحتوي على تاريخ الكاس المقدسة والبحث عنها ويظهر فيها جالاهاد. ( يتبع )

من اسهامات جــــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك فى مدونة هاجى ؟