الأحد، 3 أكتوبر 2010

الصديق الأول

فى حياة كل منا يوجد الصديق الأول ، هذا الصديق الأول الذى تجده وتصادقه دون أن تشعر ودون حتى أن تدرسه جيداً وتدرس أخلاقه ويصح فيه المثل القائل " صاحبك من بختك " . أى أن هذا الصديق الأول قد يكون جيداً وتستمر صداقتك به أو ترى بعد فترة ان له صفات سيئة فتنفر منه وتبتعد عنه ولكن فى كل الأحوال أنت تشعر نحوه فى البداية براحة نفسية وبأنه مكمل لك فى بعض الأشياء فقد تكون خجولا وهو عكسك شجاعاً وقد تكون عفوياً وهو هادئاً ، تكون سريعاً فى إيقاعك وهو بطيء يستفزك هذا ولكنه أبداً لا يؤثر على حبك لصديقك . الصديق الأول قد يكون فى مرحلة الطفولة أو الإعدادية أو فى المرحلة الثانوية ولكنه دائماً يكون فى بداية حياتك . الصديق الأول دائماً لا يكون الأخير فمع كل مرحلة عمرية تصادق شخصاً ما وكلما كان سنك أكبر كان الصديق أبقى والعلاقة لها قوة الاستمرارية ، ولكن يبقى الصديق الأول فى ذهنك وعقلك وذاكرتك كحجر الأساس الذى بنيت عليه صروح الصداقة حتى ولو كانت مع غيره فهو فى مكان لا يمكن أن يأخذه غيره ولا يمكن أن يختفى هو عنه . الصديق الأول يؤثر بقوة فى اتجاهاتك وفى أخلاقك وتصرفاتك فلو اعطاك الله فى هذه الفترة صديق أول له علاقة جيدة بالله فهو يساعدك وبقوة على ترتيب أوراقك الحياتية بشكل جيد ويكون سبباً فى أن تكون لك علاقة جيدة بالله . أما إن كان صديقك الأول سيئاً فقد يأخذك فى طريق قد تجد من الصعوبة فى نفسك أن تعود منه وحتى لو عدت فأنت تشعر بالحنين له على فترات فطعم الخطيئة الذى كان وقتها كالعسل فى فمك يشعرك بالحنين إلى هذا الطعم . الصديق الأول مرآتك ، الصديق الأول ذكرى للأشياء الجميلة والأيام الجميلة والذكريات الأجمل فى حياتك . الصديق الأول فى حياتى لم يكن صديق بل كانا صديقان وجدت فيهما صورة الصديق الجيد . بدأت صداقتنا مع بداية المرحلة الثانوية أى فترة المراهقة بكل عنفوانيتها ، كانوا يحتملون موجات غضبى فى هدوء لم يكن موجوداً فى قاموسهم أن يخاصموننى ويقطعوا علاقتهم بى ولو مؤقتاً برغم أنى فى عصبيتى قد أكون أخطات فى حق أحدهم فمهما ثُرت فى وجههم فى الصباح فى اثناء الدراسة أجدهم يمرون عليا فى منزلى فى المساء ويقولون لى " أنت مش طالع معانا زى ما اتفقنا " وحينما أقول لهم " واللى حصل الصبحية " يرد عليا احدهم قائلاً " هو كان حصل إيه مش فاكر ، ما تبقاش عيل قبر روح البس اخلص مستنينك " بهذا الحب كانت تُحل اى مشكلة بيننا ، ننساها ولا نعود نذكرها ونبدأ من جديد ، كان لهم الفضل فى أشياء كثيرة محورية حدثت فى حياتى . عرفت عن طريقهم كيف أوجه هذه المشاعر والطاقات فى داخلى فى الاتجاه الصحيح . واستمرت علاقتنا فى المرحلة الجامعية برغم اختلاف كلياتنا وحتى بعد تخرجنا ثم اخذتنا الحياة العملية ودوامة العمل ولم نعد نلتقى سوى مرات قليلة جداً ونستمتع حينما نلتقى ونشعر كما لو أن الأيام لم تمر. 
والآن أنا لى صديق هو امتداد لهذان الصديقان بل أصبح هو الآن نصف روحى فى جسد آخر ، وهو صديقى الذى لا يتركنى حتى فى هذه المدونة هو صديقى " جـــى " الشريك الروحى لى وقد مر على صداقتى بجـــــى حتى الآن 18 عاماً وستستمر إنشاء الله حتى بعد ان يصبح أحدنا تحت التراب والآخر فوق التراب أى أننا سنصبح وجهان لعملة واحدة هى التراب . وفى النهاية أقول لك إن كان لك صديق قديم باعدت بينك وبينه الأيام والظروف حاول أن تقابله أو حتى تتصل به ، اعرف أخباره تذكرا سويا موقفاً طريفاً حدث لكما فى الماضى . قدر المستطاع انفضا هذا التراب عن صداقتكما القديمة . ايقظ فى داخلك مشاعر رقيقة صافية . وأخيراً أقول لصديقي كنتم نعم الصديق وأنا والله ما زلت احبكما .
من ابداعات وتأليف هــــــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك فى مدونة هاجى ؟