الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

نوستراداموس العراف الفرنسى .... نبى العصر الحديث


نوستراداموس العراف الفرنسى الشهير من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل فى تاريخ العالم وقد اثار هذا الجدل تنبؤاته وكتابه نبؤات القرون منها ما تحقق بالفعل ومنها مالم يتحقق بعد واختلف البعض فى تفسير هذه النبؤات ومنهم من انكرها تماما عن إيمان أو عن جهل .
في الرابع عشر من ديسمبر سنة 1503 ميلاديا ولد نوستراداموس nostradamous واسمه الأصلي ميشيل دي نوتردام لأسرة فرنسية يهودية واعتنقت الكاثوليكية وعرفت ببراعتها في مهنة الطب، حيث كان والده طبيبًا مشهورًا، وكذلك جده الذي أشرف على تعليمه أسرار هذه المهنة، وكانت وقتها تختلط بالسحر والكهانة والتنبؤ بالمستقبل وبالطقوس الدينية أيضًا، إضافة إلى تعليمه الرياضيات وعلوم الفلك. وعرف نوستراداموس بنبوغه في الطب ولم يكن يتجاوز العشرين من عمره، وكان قد تخرج في أكاديمية مونبيليه واحترف العمل طبيبًا في سن مبكرة واشتهر منذ صباه بقدرات ومواهب مدهشة؛ فقد كانت لديه قدرة على البقاء نشيطًا ومستيقظًا إلى فترة طويلة حتى إنه لم يكن ينام أكثر من أربع ساعات فقط على الأكثر في يومه، واستطاع في فترة مبكرة من حياته الإلمام بعدد من المعارف والهوايات الغريبة؛ فدرس علوم السحر والكهانة ويشير البعض إلى أنه ربما درس الحضارة المصرية القديمة وكان على معرفة واسعة بتاريخها وبآلهة الفراعنة وعلوم السحر التي كانوا أشهر العارفين بها، كما درس عددًا من العقائد والديانات السماوية والوضعية وكان على دراية بمعظم طقوسها، ومنها الإسلام، وقد تنقل في عدد من البلدان الأوروبية والإسلامية، وإن كان هناك خلاف حول زيارته لمصر وقد صادق نوستراداموس في بداية حياته "فرانسو رابلييه" أحد أهم الكتاب الفرنسيين في عصره، واستفاد منه كثيرًا؛ حيث كان رابلييه طبيبًا مثله، إضافة إلى كونه راهبًا فرانسيسكانيًا مهمًا ومؤلفًا مشهورًا، ومن أبرز أعماله "حكايات جارجانتوا أو "حكايات الشره" التي حازت شهرة واسعة، وقد عملا معًا في مهنة الطب وارتبطا بصداقة وطيدة واشتركا في كثير من الأعمال والأحداث التي دارت في هذه الفترة الفاصلة من تاريخ فرنسا وأوروبا، حتى إن زوجتيهما لقيتا نفس المصير حيث لاحقهما الموت في الوباء الشهير الذي أصاب فرنسا سنة 1524
بداية الظهور.. وباء
وقد بدأت شهرة نوستراداموس في الظهور مع الوباء الثاني الذي أصاب فرنسا سنة 1545 حيث استطاع أن يبتكر علاجًا قضى على هذا الوباء، وانتقلت شهرته لهذا السبب إلى أنحاء العالم، وكان أحد أسباب الشهرة أيضا إعجاب الملك هنري الرابع به؛ فقربه إليه وأعطاه أموالاً كثيرة، حتى إنه أصبح فيما بعد أغنى مواطن في فرنسا، رغم أنه حين أراد الزواج في بداية حياته لم يستطع توفير تكاليفه مما دفع بعمه إلى تحمل نفقات هذا الزواج استقرت أحوال نوستراداموس بعد نجاحه في القضاء على الوباء فتزوج مرة أخرى سنة 1547، وأنجب ستة أولاد: ثلاثة بنين وثلاث بنات. وفي سنة 1550 بدأ آداموس في إصدار أول كتاباته التي كانت تشبه الدليل المبسط للمواطن العادي إلى الرعاية الصحية، وكانت تتضمن تعليمات تختلط فيها النصائح الطبية بالمقولات الوعظية مع بعض التنبؤات على عادة كتب الطب في هذا الوقت الذي كانت تختلط فيه علوم الطب بالتنجيم والسحر وفي سنة 1554 بدأ في إصدار كتابه السنوي الشهير الذي عرف باسم "الكتاب السنوي في التنبؤات العظمى"، وجاءت أول طبعة عبارة عن تنبؤات بما سيحدث في القرون القادمة؛ حيث صاغ نبوءته باللغة اللاتينية تتداخل معها الإيطالية، واللاتينية في بيت شعر بطريقة التشفير التي تزيد من حالة الغموض والرغبة في الاستكشاف، وكان يضع لكل قرن مائة بيت من الشعر تتضمن مائة نبوءة.. لكل عام نبوءة، لذا سميت بـ القرون وهي تتكون من مائة رباعية؛ فتضمنت الطبعة الأولى من الكتاب (صدرت 1555م) نبوءات ثلاثة قرون وثلاثة وخمسين عامًا من القرن الرابع، في حين تضمنت الطبعة الصادرة في نوفمبر عام 1557 نبوءات ستة قرون واثنين وأربعين عامًا من القرن السابع ويبدو أن نوستراداموس استفاد فيما كتبه من نبوءات بما ورد في الكتب الدينية القديمة التي ربما ورثها عن أسرته اليهودية الأصل، والتي أخذ منها الرموز التوراتية اللفظية والعددية التي اشتهر بمعرفتها الكهنة والأحبار، وهو ما يفهم من مقدمة كتابه رغم أنه تعمد أن يكتبها في صورة غامضة وبشفرات لا يمكن فكها إلا بصعوبة بالغة. وقد حازت نبوءات نوستراداموس اهتمام الناس منذ وفاة الملك هنري الرابع سنة 1559 وتولي ابنه فرانسوا الثاني بدلا به إلى أن مات مسموما؛ حيث كان نوستراداموس قد تنبأ بذلك تفصيليا، مما لفت إليه أنظار الشعب الفرنسي كله، وعلى رأسه الملكة "كاترين دي مديتشى" زوجة الملك هنري الرابع التي صارت وصية على العرش بعد وفاة زوجها وموت ابنها فرانسوا الثاني مسموما وتولي ابنها الأصغر شارل التاسع الملك، ولم يكن قد بلغ التاسعة من عمره وإيمانًا منها بنوسترادموس فقد قربته إليها وأعطته مكانة عظمى في البلاط الملكي، حتى إن نوستراداموس حين توفي في 2 يوليو 1566 كان قد أصبح شخصية تاريخية تقترب من الأسطورة، بل آمن به البعض باعتباره نبيا، وأنه النبي الوحيد الذي بعث للغرب من الأنبياء الذين ظهروا دائما في الشرق .وقد امتدت رعاية كاترين دي ميدتشى إلى أسرته إلى حد أن ابنته ديانا تزوجت من أحد البارونات رغم أنها من عوام الشعب، وهذا لم يكن واردا أو مقبولا لولا أنها حظيت برعاية الملكة .وفي 1605 أصدرت ابنته "ديانا" في ذكرى مرور خمسين عاما على الطبعة الأولى من نبوءاته، طبعة جديدة متكاملة ضمنت كل نبوءات والدها التي تضمنت تسعة قرون واثنتين وأربعين سنة من القرن العاشر، بدأها والدها بأول نبوءة تنبأ بها وكانت في نفس العام الذي أصدر فيه كتابه 1555م ومنذ وفاته جذبت شخصية نوستراداموس ونبوءاته اهتمام الناس -بكل مستوياتهم- داخل فرنسا وخارجها، وعكفوا على دراسته وتحليل نبوءاته ومحاولة فك رموزها، وزاد من ولعهم الغموض الذي أحاط بشخصية وطريقة الألغاز التي كان يكتب بها نبوءاته، وكان قد أشيع عنه بعد وفاته أنه كان عضوا بجمعية سرية تسمى "البونوم" أو "الناس الطيبون"، وقد جنده فيها "ماكيه بونوم" الناشر الذي تولى نشر كتبه، كما أصبح رئيسًا لها منذ 1558م، وحتى وفاته 1566م وقد ازدادت شهرة نوستراداموس 1946 حين دخل الجيش الأمريكي قرية "سالون دوبروفونس" مسقط رأسه والمكان الذي دفن فيه، فاستولى على كل الكتب والوثائق الخاصة به ونقلها إلى الولايات المتحدة، وهناك أجريت عليها دراسات كثيرة وأصبح الاهتمام بها عالميًا، مما ساعد على زيادة الاهتمام العالمي بصاحبها.وطوال أكثر من أربعة قرون كانت نبوءات نوستراداموس المادة الرئيسية لاهتمام معظم وأشهر العرافين والمنجمين وهواة جمع وتفسير النبوءات وعلماء المستقبليات، بل ورجال الصحافة والسياسة في العالم، خاصة في نهاية كل قرن .ومن أشهر الذين اشتغلوا بالكتابة والتفسير على نبوءات نوستراداموس ابنه سيزر الذي وضع كتابًا خاصًا لتفسير نبوءات والده، والعرافة الشهيرة مدام "بلاتافسكي" في نهاية القرن التاسع عشر، والسويدي سويدن بوري، وسترند برج، ومانويدي ميد" ومعظم العرافين والباطنيين والمغرمين باستكشاف المستقبل .ولكن أشهر الكتب التي وضعت في تفسير نبوءات وفك رموزه وطلاسمه هو كتاب "نبوءات نوستراداموس" الذي ألّفه الطبيب الفرنسي "دو فونبرون" المتوفى عام 1959م، وقد طُبع هذا الكتاب عدة مرات، أعوام 38 و39 و1940م، ومن ثم أُعيد طبعه بعد عدة سنوات من خلال ابن المؤلف الذي أضاف إلى الطبعة الجديدة من الكتاب نصا مخطوطا بقلم أبيه، كان قد كتبه قبل وفاته بقليل، وقد ترجم كتاب دو فونبرون إلى العربية في منتصف التسعينيات، وأصدره مترجمه أسامة الحاج عن دار نشر لبنانية، ثم صدرت للكتاب عدة ترجمات أخرى في أكثر من دار نشر .
أشهر تنبؤات العراف الأكبر
 ومن أشهر النبوءات التي يقول مفسرو نوستراداموس وشارحوه إنه تنبأ بها وتحققت بالفعل هي بعض النبوءات عن اختراع السيارة والطيارة (أو الطيور الحديدية)، والقنبلة الذرية والكهرباء والاستنساخ وظهور نابليون وهتلر (أو هسلر كما تقول النبوءة) وقيام وسقوط الاتحاد السوفيتي ورمز له باسم إمبراطورية الدب، وانهيار الإمبراطورية الرومانية النمساوية الهابسبورج . أما أشهر نبوءاته التي ينتظرون تحققها في القرن الحادي والعشرين فهي أن تصبح العوامة (الوسادة الهوائية) هي المركبة الأساسية ووسيلة النقل الأولى للبشر، وتغير لون جلد الإنسان، واستعادة المسلمين لقوتهم وغزوهم لأوروبا وتأسيسهم لما يعرف بالولايات المتحدة الإسلامية كان من الممكن أن تظل هذه التنبؤات مجرد ادعاء بمعرفة الغيب من منجم يكذب حتى لو صدق، لولا أن حالة من الإيمان بنوستراداموس قد انتشرت، خاصة في الغرب، وأخذت تزداد وتنتشر كلما حلت بالعالم كارثة فوق قدرة الناس على الفهم والاحتمال، وكلما استطاع مفسرو الرجل وشراحه إثبات صحة ما سبق أن تنبأ به .ولم تكن حالة الإيمان هذه قاصرة على المهووسين بالنبوءات أو شرائح بعينها مثل صناع السينما وكتاب روايات الخيال والمستقبليات، بل امتدت إلى النخب السياسية أيضا، كما هو الحال في الولايات المتحدة، وتحديدا لدى قيادات الحزب الجمهوري من التوراتيين، من لدن دونالد ريجان وحتى جورج بوش الابن، حتى إن البعض يشير إلى أن سباق التسلح النووي الذي خاضته أمريكا، ومشروعا كدرع الصواريخ، كان مرده مخاوف سببها نبوءات توراتية أو لمنجمين مثل نوستراداموس .وعقب هجمات 11 سبتمبر عاد نوستراداموس إلى صدارة المشهد، وتضاعفت مبيعات كتب نبوءاته في كل أنحاء العالم بصورة غير مسبوقة حين اعتبر الكثيرون أنه قد سبق وتنبأ بهذا الانفجار بتفصيلاته الدقيقة؛ حيث أعادوا قراءة بعض أبيات من تنبؤاته تذكر ما نصه: في سنة القرن الجديد وتسعة أشهر يأتي من السماء ملك الرعب، وتحترق السماء.. الحريق يقترب من المدينة الكبرى الجديدة. في مدينة (يورك) يحصل انهيار كبير.. شقيقان توأمان تفصل بينهما الفوضى في حين يسقط الحصن، الزعيم الكبير يقضي والحرب الكبرى الثالثة تبدأ حين تلتهم النيران المدينة الكبرى . ( يتبع )
من اسهامات جــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك فى مدونة هاجى ؟