حمـــاريـــات

صدق أو لا تصدق(براحتك)
الحيوانات أقدر على فهم الإنسان و نواياه أكثر من قدرة الإنسان على فهم الإنسان.
لاتستغرب فهذه حقيقة تراها في معظم الحيوانات فإذا قمت بتربية حيوان خاص بك "حيوانك الأليف" فهو يعرفك جيداً يشعر بقدومك وأنت تقف خارج باب بيتك بل يشعر بوصولك قبل وصولك فعلاً ، يجرى بسرعة نحوك تلبيه لندائك ولا يمكنه ابداً أن يؤذيك مهما غضبت عليه .
هناك ملايين القصص عن وفاء الكلاب وطاعتهم وكثير من الحيوانات الأخرى لها الملايين من القصص حتى إن هناك معلومات تؤكد إن البراغيث تمتنع عن قرصك أثناء العمل وعندما تكون جائعاً.
ولكنى هنا لأطلب منك شيئاً مختلفاً. أريدك هنا أن تعيش يوماً خاصاً جداً في حياتك. يوم تتخلى فيه عن أنانيتك في دخول دوره المياه الأول في الصباح وأن تتخلى عن الاستعماء في رؤية رجل كفيف أو مسن أو سيده مسنة تقف بجوارك في المواصلات العامة وأنت مأنتخ ولا في بالك.وأن تترك للتلاميذ حرية ألا يأخذوا درساً لديك.وأن تكون صادقاً مع المريض وتخبره انك لا تعرف تشخيص مرضه عندما لا تعرف فعلاً.وان تكون واضحاً بحيث تقول لمديرك في العمل رأيك فيه بصراحة. وأن تخبر والدك بأنك أنت من كان يسرق السجائر من علبته وليست والدتك كما يعتقد هو.وأن تؤمن بأن الله هو الذي يرعاك ويعولك وألا تلجأ إلى الفتنه للحصول على فلوس الخضار واللحمة والجينة.وأن تكون صادقاً مع زوجتك ومع أولادك ومع عم عوكل بتاع الجرايد.ومع الشركة المصرية للاتصالات.
باختصـــار
وماتفهمنيش غلــط
تيجى تبقى حمار لمدة يوم واحد 24 ساعة ولا اقصد هنا هذا الحمار الذي تراه خارجاً من جانب طريق زراعي ليقف في منتصف الطريق ليأكل شيئاً ما على الأرض عندما تفاجأ به سيارة مسرعه ينظر هو لها بكل ثقة وهو ممتلئ إيمان بأنها سيارة سكه مغشوش في صناعتها وإن اصطدمت به ستكون هي الخاسرة وهى المصابة. لا اقصد ابداً هذا الحمار.
ولا اقصد به ذلك المعنى المترسخ في عقول الناس بأن الحمار هو الغباء المجسم.
ولا اقصد هذا الحمار الذي قمت بشراء عفش شقتك منه ولا اقصد ذلك المسحراتي الذي يطرق بابك ليوقظك للسحور مع انك تضع يافطة كبيره على باب بيتك مكتوب عليها اسمك "صليب جرجس مرقس" ولا اقصد كل ذلك بل اقصد ذلك الكائن الحي ذو الأربعة أرجل وذيل ذلك الكائن الذي يعيش ويتعايش.
أريدك في هذا اليوم أن تكون هذا الكائن فعلاً وان تتخلى عن أنانيتك وطمعك وجشعك وقدرتك على الغش وتتخلى عن برودك وغبائك ونفاقك ويأسك وعدم رضاك عن شكلك وملامحك وعن بروز بعض أعضاء جسمك بشكل مبالغ فيه " اقصد هذا الكرش " . وان تتخلى عن كل سلبياتك وسلباتك وبوكسراتك . وان تتخلى عن جنونك وعن قرونك ، وان تتخلى عن كل أطماعك الاستعمارية منها والاستحمارية ، الشريفة منها والدنيئة والعفيفة والسخيفة ، الشرقية منها والمنوفية . بعد أن تتخلى عن كل ذلك أقول لك أهلاً بك في عالمك الجديد عالم الحمير وهنيئاً لك حموريتك فأنت الآن رئيس حمورية نفسك . وتعال معي هنا أنا وأنت نتأمل أنفسنا وقد أصبحنا حميراً. أرانا نقف في ظل شجرة أو تظليله من البوص نستظل بها من الشمس لا نطلب في الصيف تكييفاً ولا في الشتاء لحافاً ، نأكل ما أمامنا من غذاء بكل رضا وعدم تذمر نشعر كم هو لذيذ دون أن نطلب كاتشب أو مايونيز . وعند مجيء وقت العمل ننفذ المطلوب منا بكل جد دون تكاسل أو مماطلة أو تهاون نعمل في مجال عملنا بالضبط فلا يأتى أحد إليك يريد أن يحلبك على أساس إنك بقرة أو يطلب منك أن تبيض . نحن حمير نقوم بعملنا حتى المساء .
ثم نذهب لنبيت فى حظيرتنا ليس داخلنا أى مشاعر سيئة أو نية رديئة تجاه تلك البقرة الموجودة فى نهاية الحظيرة أو ذلك العجل الذى جاء ليشتم بعد المناطق فى جسدك . أو تلك الحمامة التى تقف على ظهرك كأنها ستلقى خطبة عصماء عن دورها فى كتابة تاريخ البشر حيث كانوا يستخدمون ريشها للكتابة وكم عانت هى فى سبيل ذلك . حيث ظل والدها ذات مرة لمدة شهر لا يستطيع الطيران . وبقى تلك الفترة فى العشة لا هم له إلا أن ينكد عيشة أمها . ولا تشعر بالضيق عندما تستيقظ على صوت ذلك الديك الذى يعتقد أن كل مطربى البشر يحسدونه على تلك الحنجرة الذهبية . وكم من مرة أيقظكم فى مواعيد غريبة جداً مبرراً ذلك بأنه يصيح وفقاً لتوقيت الشرابية . انت الآن تجلس تجتر ما فى معدتك من طعام راضً سعيد يلفك الهدوء ويملئك السلام . لا يعكر صفوك تلوث الكون أو فاتورة التليفون ، هادئاً مطمئناً ، لن يطردك صاحب الزريبة لتأخرك فى دفع الإيجار . ولن تهجم عليك مباحث المخدرات لأن ذلك الجدى ذو النشاط الزائد يتعاطى مخدرات مع دكر البط والفرخة ذات السمعة السيئة بعد طلاقها من الديك بعد الجوازة الشيك . وتنام ملء أجفانك لتستيقظ مع شروق الشمس لتبدأ يوم جديد خالى من المشاكل وخالى من الهموم . والآن بعد هذا الحوار ألا تفكر معى فى التجديد ليوم أخر أو لعام أخر . هذا هو الحمار بمعناه المجرد ولكنى أحذرك من أن تكون هذا الحمار البشرى هل تعرفه ؟ سأقول لك من هو ؟ عندما تستيقظ فى الصباح يملئ وجهك العبوس والقرف دون سبب فأنت حمار بشرى . عندما تضرب أو تعذب أحد أبنائك عندما لا تستطيع الوقوف فى وجه عسكرى المرور الذى حرر لك المخالفة بالرغم من عدم امتلاكك سيارة أو موتوسيكل وقام بتسجيل رقم البطاقة على المخالفة فأنت حمار بشرى .عندما رئيسك فى العمل ، فأنت( تييييت ). عندما تناصر الظالم وتظلم المظلوم فأنت ( تييييت ) . عندما يبقى عمدة قريتك خمسون عاماً يحكم قريتك وأنت تصفه بالحكمة وبعد النظر والبصيرة برغم إصابته بشلل نصفى أو الزهايمر أو تصلب الشرايين والضغط والسكر فأنت ( تييييت ) . عندما تعتقد أن الرجولة هى رضاء زوجتك عنك يوم الخميس فأنت ( تييييت ) . عندما تقيم انتخابات فى منزلك لمعرفة من سيتولى المصروف ولا تذهب إلى الانتخاب معتقداً إنه ليس لصوتك قيمة فأنت ( تييييت ) . عندما تعمل فى وظيفة بعيدة عن دراستك وتخصصك ولا تفهم فيها شيئاً ، وتبقى فى عملك جالساً فاغراًً فمك مستخدمه بدلا من صاعق الذباب وتعتقد أنك بهذا تؤدى عملك فأنت ( تييييت ) . عندما نشاهد أفلام تامر حسنى التى يقوم بها بدور ابن الملياردير ويكون زير نساء وشريب خمر ولا عمل له إلا الاستظراف طوال الفيلم وصرف نقود والده على أفخر الملابس والسيارات ثم نتعاطف معه فى نهاية اتلفيلم ونتمنى أن تسامحه سلمى فأنت لا مؤاخذة ( تييييت ) جداً . عندما لا تجد رغيف العيش ولا تجد إلا الخضار والفاكهة المسرطنة واللحوم المملوءة بالساركوسيست والمياه الملوثة بالمجارى ، والهواء الممتلىء بالتلوث والرشاوى فى كل مكان ولا تستطيع أن تجلس مع شحاتة فى الدكان ولا تدخن إلا أردأ الدخان ، عندما يصاب الملايين بالسرطان ، عندما يذبح أولادنا وتباع أعضائهم بالميزان ، عندما لا نأكل إلا زبالة العالم ثم تريد أن تغنى مع فريد الأطرش أغنية الحياة حلوة وإحنا اللى ولاد كلب بنشتكى على الفاضى والمليان يبقى أنت لا مؤاخذة ( تييييت ابن تييييت ابن تييييت ) فعلاً والآن أنت حر فى أن تكون
حمار بشرى ( علامة غلط )
أو حمار بجد (علامة صح )
من ابداعـــات هـــــا