الأربعاء، 18 مايو 2011

الغباء فى مصر .... عصرى وحصرى

الغباء فى مصر .... عصرى وحصرى
أصبح الغباء الآن سلعة رائجة لها سوق عظيم ولها مستهلكون يسعون للحصول عليها .
لقد أصبح الغباء فى مصر الآن صناعة وتجارة تربح منها الكثيرين وإغتنى منها المستثمرون
لقد طورنا شكل الغباء ومحتواه وخلطناه بمكون آخر هو الإستفزاز ليشبه سبيكة قوية تشبه سبيكة الصلب المقاوم  للصدأ وهى سبيكة ( الغباستفزو ) أو (الأستفزوغباء ) وهى سبيكة مقاومة للفهم وضد العقل وغير قابلة للتشكيل أو التعديل مغلفة فى غلاف من الطناش الرسمى .
إن ما يحزننى الآن ليس الأغبياء وما يلقونه علينا من غبائياتهم . ولكن هذا الكم من ىالاستفزاز الموجود فى هذا الغباء والذى يجعل عقلى يصاب بالشلل حيث أن هذا الغباء يكشف نفسه ولا يحتاج إلى رد أو تفنيد وإن فكرت فى الرد عليه ستجد نفسك تنزلق معهم فى غبائهم المبارك وأرصد معكم هنا بعض اشكال الغباء المستفز فقط لكى تعذرنى.
أولاً : هؤلاء من يدعون أنفسهم بالسلفيون ويقتلون ويدمرون ويخربون أنا أعرف على حد علمى أن السلفية كفكر ومنهج ليست كذلك لأن السلفى ببساطة شخص أراد التقرب من الله ويبغى رضائه فلم يجد خير من السلف الاولين كقدوة يقتدى بها فى طريقه .
وأنا لى اصدقاء سلفيون متدينون ومعتدلون ويكنون لى الكثير من المودة والحب والاحترام المتبادل مثلما اكن لهم أنا .
اذن القضية هنا ليست قضية السلفية ولكن قضية مدعو السلفية وأنا اعتقد أن الفكر السلفى برئ ولكن بعض شيوخ السلفية المتعصبون خلطوا هذا الفكر بتعصبهم وروجوا له ونشروه وقد لاقى قبول بين أوساط الشباب المتحمس والجاهل ولدى البسطاء ولدى من يحققون كسباً أو ربحاً من وراء ذلك .
السؤال هنا : أين شيوخ السلفية المعتدلون الذين يحملون الفكر الصحيح ؟ فإن اشهر شيوخ السلفية حالياً والذين يخرجون ليتحدثوا عن حق الاقباط فى الحياة الشريفة الكريمة هم انفسهم من يتحدثون عن وجوب عدم التعامل مع النصارى وقتلهم وتحرير مصر منهم وحرق أديرتهم وكنائسهم .
ثانياً : يظهر فى برنامج تليفزيونى من يعرفه مقدم البرنامج بأنه ممثل للتيار السلفى . ويبدأ الاخ كلامه بتجريم أفعال من قتل اواحرق او هدم كنيسة او بيت مسيحى ويصفهم بالبلطجية وأنهم ليسوا سلفيين ولا يوجد بينهم سلفى واحد .. وبع فترة من الحوار والمناقشة مع مقدم البرنامج ومع الممثل للكنيسة المسيحية الموجود معه فى البرنامج ترى هذا الاخ يضم نفسه ضمنياً لمن تظاهر وخرب وقتل ويتحدث عن نفسه وعنهم بصيغة الجمع قائلاً " ولكننا لنا مطالب مشروعة يجب على الكنيسة ان تحترمها وتنفذها وان تلتمس العذر لمن إنفعل وخرج عن وعيه وأخطأ " لو لاحظت معى ستجد انه نفس الكلام ونفس اللهجة ونفس المفردات التى يقولونها فى برامجهم الخاصة لتحريض الناس فى ان الكنيسة متجبرة ظالمة لا تريد الخير او المصالحة وتستند على امريكا وتتقوى بها .
ثم تراه فى البرنامج اياه يختم كلامه بأنه جاء ليصلح ويبنى ويزيل سوء الفهم . وهو هنا فعلاً أزال سوء الفهم وبنى بدلاً منه قصور من الغباء .
ثالثاً : يقوم الاخوان المسلمون بتأسيس حزب جديد رافعين نفس الشعارات القديمة من ان الاسلام هو الحل والحفاظ على الهوية الاسلامية لمصر وان الشريعة الاسلامية هى مصدر التشريع ثم يقولوا بأن هذا الحزب الذى أسسه الاخوان حزب غير دينى ومستقل عن الاخوان الذين هم مؤسسى الحزب الذى هم مسئولون عنه برغم انه مستقل عنهم وانه حزب غير دينى رغم ان مؤسسوه والقائمين عليه هم الاخوان ( البيضة ولا الفرخة ) .
رابعاً : يؤكد الاخوان على مبدا المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين كل المصريين ثم يرفضون عمل دستور جديد يتضمن هذه البنود ويرفضون وصف حزبهم بالليبرالية رغم ان الليبرالية فى جوهرها تدعوا الى المواطنة والمساواة .
خامساً : يعرف كل أفراد الشعب اننا فى ازمة اقتصادية طاحنة وتستلزم العمل الجاد ثم المطالبة بعد ذلك . ورغم ذلك تجد اعتصامات واضرابات قاتلة تضرب عصب الاقتصاد وتطالب بتحسين الاوضاع مع ان القائمون بالاعتصام يعلمون ان الحكومة لا تستطيع ذلك حتى لو ارادت او تمنت . ويذكرنى هذا بالمثل القائل " يا جارية أطبخى ... يا سيدى كلف "
سادساً : المطالب الشعبية التى لا تنتهى رغم علمهم بعجز الحكومة عن تحقيقها فى الوقت الراهن
سابعاً : قطع المتظاهرون والمعتصمون فى قنا خط السكك الحديد بين مصر واسوان وطريق مصر اسوان السريع وكوبرى النيل الذى يربط بين غرب وشرق المحافظة ورددوا شعارات تحمل العنصرية الوطائفية ورغم ذلك لم يتم القبض على اى منهم او حتى توجيه اللوم له .
وحينما وقف الاقباط أمام ماسبيرو تم القبض على بعضهم وتم التلميح والتصريح بأن إعتصامهم يؤثر بالسلب على على اقتصاد مصر !!!!!!!!
تاليف هــــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك فى مدونة هاجى ؟