السبت، 11 يونيو 2011

السلفية والسلفيون (2)

السلفيون
وأبرز من دعا إلى السلفية ودافع عنها ، وجلى أفكارها وشرح توجهاتها العقدية والفقهية والسلوكية : شيخ الإسلام أبو العباس " ابن تيمية " ومدرسته ، وأبرز تلاميذها الإمام عبد الله بن القيم .وقد خلف الشيخان تراثا هائلا : فى خدمة التيار السلفي ، الذى اتسم فى عهدهما : بالطابع التجديدى والإصلاحى .
وفى العصر الحديث ظهرت السلفية من جديد ، على يد مجدد السلفية فى الجزيرة العربية : الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، الذى اتسمت حركته بمحاربة الشركيات والقبوريات ، والدعوة إلى التوحيد الخالص ، وحماية حمى التوحيد من كل مايشوبه عند الناس ، بعد ما ساروا وراء ابتداع الخلف ،لااتباع السلف . وتبركوا بالأشجار والأحجار ، واستعانوا بغير الله ، ونذروا لغير الله ، وذبحوا لغير الله ، وطافوا بأضرحة الأولياء ، وطلبوا منهم : أن يدفعوا الضر عنهم ، ويقضوا الحاجات لهم ، مما لايجوز أن يطلب من غير الله ، والذى يتنافى مع قوله تعالى  : { إياك نعبد وإياك  نستعين } الآية 5 الفاتحه.
كما تبنى الشيخ  ابن عبدالوهاب : محاربة التأويل لآيات الصفات وأحاديث الصفات ، فهذا أصل أصيل فى الإتجاه السلفي .
وإذاكان الشيخ ابن عبد الوهاب : قد وقف ضد الشركيات والمبتدعات فى مجال العقيدة والعبادة ، فإنه لم يظهر له جانب تجديدى فى مجال الفقه وشئون الحياة ، ولعل ذلك : لأنه ظهر فى بيئة بدوية ، لم تدخل عليها الحضارة بتيارتها ومشكلاتها بعد ، فلم يكن فى حاجة ظاهرة أو ماسة : إلى إعمال العقل للإجتهاد والتجديد ، وغلب على جماعته اتباع النصوص والوقوف عندها .
بل ربما : أورثت هذه النشأة الحديثة للسلفية الجديدة : نزعتها للحرفية فى فهم النصوص  الشرعية ، وإهمال النظر إلى المقاصد والمعانى والعلل ، التى تبنى عليها الأحكام على خلاف ما كان عليه إماما المدرسة من قبل : ابن تيمية وابن القيم  .
ومن أئمة  السلفية المعاصرة : العلامة المجدد السيد محمد رشيد رضا ، منشئ ( مجلة المنار ) وصاحب تفسير المنار وغيره من الكتب الإصلاحية ، وقد تأثر كثيرا باستاذه الإمام محمد عبده ولذلك لم يلتفت إليه السلفيون المعاصرون كثيرا ، ولم يستفيدوا من مدرسته التجديدية كما ينبغى ، مع إنه بحق زعيم السلفية المستنيرة .
على أن السلفيين المعاصرين : لم يعودوا جماعة واحدة ، بل أمسوا أكثر من جماعة .
فهناك جماعة السلفيين ( السياسيين  ) ، الذين يهتمون بالسياسة اهتمامهم بالعقيدة بنااء على شمول الرسالة الإسلامية ، وهم الجماعة المتأثرون بفكر الإخوان المسلمين ( وهم الذين يسمونهم السلفيين ( السروريين ) نسبة إلى الداعية السورى محمد سرور زين العابدين ، الذى كان من الإخوان واشنق عليهم . ) ، هذه الجماعة التى عارضت الوجود الأمريكى ، والتدخل العسكرى الأمريكى فى حرب الخليج الثانية ، وعارضوا سياسة الدولة السعودية ، التى تقوم على موازنات شتى . ودخلوا السجون من أجل ذلك ، وضيق عليهم وعلى أتباعهم وواجهاتهم فى المملكة ن مثل سلمان العودة ، وسفر الحوالى ، وعايض القرني ،وغيرهم . ثم أفرجت الدولة عنهم بعد ذلك ، وعادوا إلى اعمالهم الرسمية . ويبدو أنه حدث بينهم وبين المسئولين : تفاهم أو مصالحة . وهناك : السلفيون ( الألبانيون)، الذين يتبنون نهج الشيخ المحدث "ناصرالدين الألبانى " ، ويحاربون المذهبية ، والمذاهب الفقهية والتقليد لها ، والإنتماء إليها ولو من العوام ومع هذا قلدوه فى كل ماذهب إليه ، واصبح بالنسبة إليهم مذهبا خامسا  .وهناك السلفيون ( الجاميون ) وعلى رأسهم الشيخ ربيع المدخلى( عليه من الله مايستحقوهؤلاء لاهم لهم : إلا تجريح الآخرين والطعن فيهم ، والحملة على كل العلماءوالدعاة الذين يخالفونهم ، ولم يسلم منهم من طعنات رماحهم أحد : فى القديم والحديث ، حتى الإمام النووى والحافظ ابن حجر لأنهما أشعريان ، وأما المعاصرون فحدث ولاحرج ، حسن البنا ، وسيد قطب  والغزالى ، والقرضاوى ، ومحمد عمارة ، وفهمى هويدى ، وعلى الطنطاوى ، وغيرهم ، وغيرهم . كلهم مجرحون ، وقد ألفت الكتب فى الطعن فيهم والتشهير بهم وإلصاق التهم بفكرهم وسلوكهم .
وهناك أتباع الشيخ محمد عبد الخالق فى الكويت ، وأتباع علامة الجزيرة الشيخ ابن باز ، والشيخ ابن عثيمين ، وإن لم يكونوا جماعات منظمة بالمعنى الإصطلاحى .

 مصادر التلقي
القرآن: وهوالمصدر الرئيسي للتلقي عند السلفية. ويستعينون على فهمه وتفسيره بالعلوم المساعدة على ذلك، كعلوم اللغة العربية، والعلم بالناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، وبيان مكيه ومدنيه، ونحو ذلك من العلوم 
.
السنة الصحيحه: والسنة عندهم هي كل ما صححه علماء الحديث عن النبي من الأقوال والأفعال والصفات الخَلْقية أوالخُلُقية والتقريرات. والسنة منها الثابت الصحيح، ومنها الضعيف؛ والصحة شرط لقبول الحديث والعمل به عندهم بحسب قواعد التصحيح والتضعيف. ولا يشترطون أن يكون الحديث متواتراً، بل هم يعملون بالمتواتر والآحاد على السواء 

الإجماع: اتفاق جميع رجال الدين المجتهدين من المسلمين في عصر من العصور على حكم شرعي، فإذا اتفقوا سواء كانوا في عصر الصحابة أو بعدهم على حكم من الأحكام الشرعية كان اتفاقهم هذا إجماعاً

وهذه الأصول الثلاثة هي المصادر الرئيسية في التلقي، والسلفية لا يقرون قولاً ولا يقبلون اجتهاداً إلا بعد عرضه على تلك الأصول. ولا يخالفونها برأي ولا بعقل ولا بقياس. بل يجتهدون بأرائهم في ضوء تلك المصادر من دون أن يخالفوها 

القياس: وهو حجة عند جمهورهم سواء كان قياساً جلياً أوخفياً. وخالفت الظاهرية فأخذوا بالقياس الجلي دون الخفي .

يعتقد السلفية ألا تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح. وأن النقل مقدم على العقل. فلا يجوز معارضة الأدلة الصحيحة من كتاب وسنة وإجماع بحجج عقلية أو كلامية.(يتبع)
من اعداد / جــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك فى مدونة هاجى ؟