الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

ابتسم أنت فى انتخوبيـــــا

اشعر بسعادة بالغة وانا أجلس على مقعدى الوثير هذا فى تلك الطائرة التى تقلنى إلى رحلة الأحلام ، تلك الرحلة التى حلمت بها طوال عمرى . وكنت أ ُمنى نفسى بها سنوات طويلة . وكنت أقف يوميا منتظراً عربة السرفيس أقول لنفسى أنا أنتظر السرفيس اليوم وقد يأتى الغد وتنتظرنى الليموزين ، وكلما كان ابنى يصنع طائرة ورقية التى انتزع ورقها من بعض اوراق ملفات العمل بمطتبى بالمصلحة حيث يبقى معى حتى تأتى أمه وتأخذه لأنها تنهى عملها مبكراً بسبب حصولها على ساعتين رضاعة وأنا أتعجب كيف يمكن لطفل أن يظل يرضع لمدة ساعتين واتعجب أكثر كيف تحصل على ساعات الرضاعة برغم بلوغ طفلى سن الخامسة ولكن لا مشكلة ، المهم انه يلعب بطائرته قائلا لى " تعالى يا بابا اركب معايا الطيارة " فابتسم له وانا أ ُمنى نفسى بركوب طائرة حقيقية حتى جاءت الفرصة عندما أعلنت احدى الشركات قائلة " محدش يرمى الغلاف " فكرست ساعة كل يوم من الاربع ساعات التى ارتاح فيها بالمنزل للبحث عن الأغلفة فى سلات القمامة حتى أصبح المنزل سلة مهملات كبيرة . حتى أسعدنى الحظ لأول مرة فى حياتى وأفوز برحلة بالطائرة من مطار ألماظة حتى المطار السرى . وأنا الآن جالس فى الطائرة أستعيد تلك الأحداث حتى سمعت صوت الطيار يقول لى " حدث عطل بسيط بمحركات الطائرة بسبب عدم صيانتها من 5 سنين وعدم وجود بنزين لآن بتاع البنزينة باعه لحسابه من الأخر الطيارة بتتحرق "  وقد استعجبت جدا حيث كان يخبرنى بهذا الكلام من شباك الطائرة وهو يريتدى باراشوت ويلوح لى مبتسما ، ابتسمت له فقد آسرتنى ابتسامته حيث لم يبتسم أحد فى وجهى طوال عمرى سوى هذا الرجل الذى عقد قرانى على زوجتى ثم عرفت بعد ذلك انه كان يسخر منى ، ولكن مهلاً الطائرة تحترق ؟؟؟ لالالالااااااااااااااااا. غبت عن الوعى فترة لا أعلم كم مقدارها لاستيقظ وأجد أمامى فتاة جميلة تقول " حمد الله على السلامة انت وقعت من الطيارة فى بلدنا انتخوبيا " رددت وراءها ببلاهة مخرجاً لسانى فاغراً فمى بطريقة اظهرت ضروسى المخلعة والمتآكلة بسبب السوس " أنتخوبيا " فى بلد كده ؟؟؟!!!! ردت قائلة " أصل احنا فى بلدنا مصابين بحوبيا الانتخابات يعنى بنحب الانتخابات جدا لدرجة اننا ممكن ننتخب أى حد علشان يبقى عضو فى أى حاجة وكمان احنا اقتصادنا مبنى على الانتخابات "   أجبت قائلا " آه يعنى فهمت يعنى اللى بينجح بيحقق مطالب الناس ويعين الشباب ويعمل مساكن ويعالج المرضى وكده " نظرت إلـًى باستغراب وتقزز وقالت " لأ طبعا اللى بينجح فى الانتخابات عدى وفات واللى فات مات بلاش نجيب سيرته خالص يعنى هو عمل اللى عليه ونجح وإحنا كمان المفروض نعمل اللى علينا ونسكت خالص المهم ما علينا إلا الديون ، اقتصاد بلدنا مبنى على الانتخابات ازاى اقولك ، الناس بتسترزق اللى بيعمل يفط بيكتبها واللى بيركبها  بيسترزق واللى بيقطع اليفط كمان بيسترزق واللى متغاظ من حد أهى فرصة يخلص منه واللى معندهوش ضمير ويبيع صوته أهو بيسترزق ده حتى الأموات بيسترزقوا " نظرت إليها قائلا " يا سلام ازاى بقى " ردت قائلة " احنا بنتعتبر صوت الميت ورث لأبنائه من حقهم انهم يبيعوه للى يعجبهم وأهو كله رزق " وهنا تفتق ذهنى عن سؤال لولبى فقلت لها " طيب واللى مالهوش ورثة صوته حيروح فين " نظرت إلىً مبتسمة ولم تجيب وهنا لمعت فى ذهنى تلك المقولة الخالدة " اللى ملهوش أهل الحكومة أهله " ثم أمسكت بيدى قائلة " تعالى معايا أنا حاخدك فى جولة تشوف المرشحين والانتخابات على الطبيعة " خرجنا سوياً لأجد نفسى فى ميدان واسع وأجد على يمينى صورة عملاقة لشخص مبتسم ممسكاً بيده اليمنى فخده عجالى واليسرى فخده ضانى ومكتوب " انتخبونى ..... رأفت شغته ...... رمز اللحمه .... اعدكم بتوفير كيلو لحمه بالساركوسيت ( ودى فيتامينات على فكرة ) لكل مواطن فى كل حملة انتخابية " سرنا قليلاً لأجد يافطة أخرى مكتوب عليها " المعلم تيفله الكينى رمز المج او ودن واسعة علشان تعرف تمسكه يعدكم بباكته 100 جم شاى وسكر لكل مواطن ، كما اعدكم بتوزيع ماء ساخن مستخرج من آبار صحية بعد نجاحى بعون المولى " ثم يليها بمسافة يافطة أخرى مكتوب عليها " الدكتور بفره الأفرجى .... دماغكم غالية عليا .... دماغكم دى من ربنا هدية .... دماغكم دى كيفها عليا ، ملحوظة سيتم الاتفاق على توزيع المعلوم فى الخباسة مع بعضينا " ثم رأيت يافطة عملاقة تتوسط الميدان ومضاءة جدا مكتوب عليها
الباش مهندس عبده الصريح والباش مهندس عبده ما حدش له حاجة عنده واللى يقف ضده ... عبده يفرمه واللى سانده ... بصراحة كده لا لحمة ولا سكر ولا شاى .... الكلام المفيد جاى .... ادينى صوتك يا حلاوة الانتخابات ديه .... تتأبج على باب اللجنة يا حلو ورقة بميه .... وظبط دماغك براحتك .... يعنى صناعة محلية .... المعلم عبده الصريح .... رمز اللبوسه لا تكدب عليا وتضحك فى وشى .... ولا اكدب عليك واديك بوسه . استغربت من هذا الاسلوب وهذه الطريقة فى الحملات الانتخابية وسألت مرافقتى قائلاً " هى دى انتخابات ايه " دى انتخابات لاختيار حيتان المدينة وكمان عندنا انتخابات لاختيار كداب المدينة وفشار المدينة ومهرج المدينة قلت لها " يعنى ما قلتيش انتخابات لاختيار كبير المدينة " ردت قائلة بسخرية " يا أخ بلدنا دى مالهاش كبير" قصدى يعنى احنا كلنا متساويين ... انت نسيت الديموقراطية ... سالتها وايه شروط الانتخاب عندكم المطلوبة فى المرشح قالت " انه يكون مولود من أب وأم وأن الكداب يكون بيعرف يكدب كويس والفشار بيفشر كويس والنصاب بينصب كويس وكده " قلت " طيب لو أنا اترشحت أترشح لمنصب إيه " ضحكت قائلة " انت ما تنفعش غير لمنصب مظلوم لأنك بتعرف تتظلم كويس أو مقهور أو مطحون " ثم غمزت قائلة " فاكر الطحن " ثم نظرت بعيداً وقالت لى " فرق الانقاذ جات علشان تاخدك انا مضطرة اسيبك دلوقتى وأتمنى أقابلك تانى لكن فى ميعاد الانتخابات عندكم انتو مش عندنا ... سلام " قلت ليها " انتى ماشية ده أنا حتى لسه معرفش اسمك " أشارت لى من بعيد وهى تقول " حرية عادل مظلوم " ثم اختفت بعيدا وتركتنى انظر إلى لا شىء حيث كانت تقف حتى اقترب منى أحد رجال الانقاذ قائلا بصوت أجش " انت يا زفت نمت تانى بالبنطلون اللى ما حيلتكش غيره انت ايه حماااار " استغربت أن تخرج هذه الكلمات من فم رجل الانقاذ ده صوت حرية أجمل مليون مرة ولكن مهلا هذا الصوت ليس غريبا عنى ، انتفضت بقوة وفتحت عينى لأجد زوجتى تصرخ قائلة " مين حرية دى فين حرية دى " تنهدت ثم ابتسمت ابتسامة واسعة قائلا لها " عارفة فين الحرية ............ فى الحلم " .        
من ابداعات هــــــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك فى مدونة هاجى ؟