الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

المسيحية والمسيحيون فى العراق

إن التفجير الارهابى الانتحارى الذى حدث فى كنيسة سيدة النجاة وتبنته جماعة دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة والذى اسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى لم يكن هو أول تفجير وتدمير كنيسة فى العراق ولن يكون هو آخر تفجير كذلك ، طرح عدة تساؤلات عن المسيحية فى العراق ماضيها وحاضرها ومستقبلها الغامض ومصير المسيحيين فى العراق ولماذا يتم استهدافهم وتدمير كنائسهم ودفعهم الى الهجرة وكيف كان حالهم فى الماضى والحاضر والمستقبل .هذا المقال اطلالة سريعة وموجزة عن المسيحية فى العراق ووضع المسيحيين فيها . يبلغ عدد المسيحيين في العراق قبيل تغيير النظام السابق في أبريل عام 2003  نحو مليون ونصف المليون نسمة، غير أنه انخفض في ما بعد بسبب أعمال العنف التي طالتهم فهاجر قسم كبير منهم إلى الخارج، ويقدر عددهم اليوم بحسب إحصاءات غير رسمية بحدود 750 ألف نسمة. ويضم العراق أربعة طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدانية "أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكاثوليكية، والسريانية الأرثوذكسية، والسريانية الكاثوليكية، والطائفة اللاتينية الكاثوليكية، والآشورية (أتباع الكنيسة الشرقية)، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت، ويختلف المسيحيون الغربيون عن الشرقيين في موعد احتفالهم بعيد ميلاد السيد المسيح، فبينما يحتفل الكاثوليك والبروتستانت به في الخامس والعشرين من كانون الأول " ديسمبر " ، فان الأرثوذكس في الشرق يحتفلون به في السابع من كانون الثاني " يناير" من كل عام.

التعايش السلمي
عاش ابناء العراق وعلى عصور طويلة بحب وسلام ولم يعرف التناحر الديني والمذهبي طريقا لهم حيث تجد في الحي الواحد وحتى المحلة والزقاق عائلات متحابة من اديان مختلفة ولكن القلب واحد في الحي الذي اسكن اكثر من عائلة مسيحية الدين ولكن حب الانسان واحد ولم اجد في اي وقت مضى وحتى هذه اللحظة ايما اختلاف في المحبة إلا فيما يعتقد الانسان في طقوسه وما يحدث الان في العراق ما هو الا امر طارئ جاء من خلف حدود المحبة والسلام العراقي فما زلنا اخوة في الوطن الواحد وان تعددت الالوان والأديان والاعتقاد ولكن يظل حب الانسان الى اخيه الانسان هو الطابع الحقيقي لأبناء شعب يسعى دائما الى السلام في بلاد الائمة والأنبياء.
 

تاريخ تدمير الكنائس فى العراق
 وفي دراسة اعدتها الجمعية العراقية لحقوق الانسان عن عدد الكنائس التي دمرت في زمن الدكتاتورية الاسود وهي من الكنائس التاريخية المهمة منها: دير مار عوديشو في قرية ديري منطقة العمادية التي انشأ قبل 1300 سنة دمرت عام 1988 وكذلك دمرت في نفس السنة كنيسة مار قرداغ وكنيسة مار يوحنا في قرية داودية ودير مار يوسف ويعود تاريخه الى ما قبل 1400 سنة وأيضا كنيسة مار كوركيس في قرية هيزاني، اما دير مار موشي في قرية جقلا سفلى برواري بالا انشأ قبل 1300 عام دمر عام 1977 وأيضا كنيسة مار كوركيس انشئت قبل اكثر من 1300 سنة دمرت في عام 1977 وهناك الكثير من الكنائس الاخرى التي دمرت حيث ان كل قرية كانت تضم كنيسة واحدة.
 

استمرار العدوان
يبدو ان طيور الظلام التى جاءت من الخارج من العصور المظلمة ما زالت تسير على نهجه الدموي بصورة او بأخرى فبعد سقوط تمثال صدام حسين في 9 ابريل 2003  عادت  الى نهجها الاجرامي فطالت اجنحتها السوداء بعد جرائم كربلاء والكاظمية وكنائس اخرى في العاصمة بغداد والموصل تلك الاماكن التي قدست لما تحويه من رموز سلام ورجال ساروا على هدى الصلاح والمحبة.
 

أسباب اضطهاد المسيحيين فى العراق الآن
ان المسيحيون يعيشون في بيئة آمنة ومحل حماية في ظل حكومة رأس النظام العراقي، إلا أن وصول القوات الأمريكية وضع المجتمع المسيحي في موقف صعب، لقد عانى المسيحيون من مجيء الأمريكان لأن أخواننا المسلمين تصوروا أنهم مسيحيون، والعراقيون مسيحيون، ولا بد أن يكونوا حلفاء معاً. لم يكن المسيحيون جزءً من المعارضة ضد رأس النظام العراقي، وذلك على خلاف معظم الأكراد وطائفة (الأغلبية). ولكن حالما تمت الإطاحة به من قبل الأمريكان، تولى العديد من المسيحيون العمل مع الجيش الأمريكي. ومع انفراط عقد القانون والنظام في "العراق الجديد"، فقد ملأ المتطرفون الفراغ. اتهموا المسيحيين بأنهم خونة، وهاجموا كنائسهم وأعمالهم، وطالبوهم باعتناق الإسلام. بدون وجود مليشيات تحميهم، بدأ المجتمع المسيحي الفرار من وجه الموت.جاء البعض إلى هذه القرية الكبيرة- قرقوش- حيث الإجراءات الأمنية كانت مشددة. تقع قرية قرقوش في سهول نينوى إلى الشمال مباشرة من الموصل- شمال العراق وهى تعد ملجأ آمن للمسيحيين .
 

المسيحية فى العراق
المسيحية هي ثاني ديانة في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام و هي ديانة معترف بها حسب الدستور العراقي حيث أنه يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها. يتوزع أبنائها على عدة طوائف و يتحدث غالبيتهم اللغة العربية كلغة أم في حين أن نسبة منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها العديدة و اللغة الأرمينية.
 

تاريخ المسيحية فى العراق
ظهرت المسيحية في القرن الأول الميلادي حيث كان معظم سكان العراق يعتنقون المسيحية، وبعض منهم اليهودية و المجوسية و المانوية و عبادة الأوثان، وبعد فتح المسلمين للعراق تضاءلت أعداد المسيحيين بشكل كبير على مدى عدة قرون لأسباب عديدة منها اعتناق العديد منهم الإسلام. أقدم كنيسة في العراق موجودة آثارها في محافظة كربلاء قرب بلدة عين تمر و هي تعتبر من أقدم الكنائس في العالم.
 

الوضع المعاصر للمسيحية فى العراق
كانت نسبة المسيحيين في العراق حسب إحصاء عام 1947م, 3.1% أي حوالي 149 ألف نسمة من أصل الأربعة ملايين و نصف سكان العراق الإجمالي. و قدر عددهم في الثمانينيات بين المليون و المليونان نسمة من مجموع سكان العراق. انخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات و ما أعقب حرب الخليج الثانية من أوضاع اقتصادية و سياسية متردية. كما أن هذه الهجرة تسارعت وتيرتها بعد احتلال العراق عام 2003 و أعمال العنف الطائفي التي عصفت بالعراق و أدت إلى تهجير عدد كبير من مسيحيي العاصمة بغداد و خصوصاً ضاحية الدورة إضافة إلى مسيحيي المدن الأخرى إلى خارج العراق أو إلى منطقة إقليم كردستان العراق الآمنة نسبياً.
 

التوزيع الجغرافى للمسيحيون فى العراق
يتواجد المسيحيون في العراق في كافة المحافظات تقريباً لكن وجودهم يتركز في العاصمة بغداد حيث يتواجد أكبر تجمع سكاني لهم و في منطقة سهل نينوى قرب الموصل شمال العراق. في حين أنهم يتواجدون في دهوك و أربيل و الموصل و البصرة و العمارة و الحلة و بعقوبة و الحبانية و كركوك و غيرها حيث تتواجد كنائس لهم فيها.
 
التوزيع الطائفى للمسيحيون فى العراق
يتوزع مسيحيو العراق على عدة كنائس تنتمي إلى عدة طوائف تتبع طقوسا مختلفة. غالبية مسيحيي العراق هم من أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية, حيث يتوزع المسيحيون في العراق على الطوائف التالية:
1- أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية و هم أكبر الطوائف المسيحية عدداً في العراق.

2- الطائفة السريانية الأرثوذكسية

3- الطائفة السريانية الكاثوليكية
4- الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية
5- الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية و هم غالبية أرمن العراق.
6- كنيسة المشرق القديمة
7- كنيسة المشرق الآشورية أو الكنيسة الآثورية.
8 - الروم الكاثوليك
9 - الروم الأرثوذكس 
10- الطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية
11 - الطائفة الإنجيلية البروتستانتية الآثورية
12 - طائفة الأدفنتست السبتيين
13 - طائفة اللاتين الكاثوليك.
14 - طائفة الأقباط الأرثوذكس (هم من الجالية المصرية في العراق) (يتبع)

من اعداد جـــــى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك فى مدونة هاجى ؟